في المغرب ووسط جبال أطلس الشهيرة يبدأ نهر أم الربيع في الجريان، وقد حمل النهر اسمًا على مسمى فالنهر الثائر يحمل المياه التي تأتي بالمزروعات والمساقط المائية والمناظر الطبيعية الخلابة وكأنه يزين الربيع بمائه فيكون أم له.. ووسط الجبال الشاهقة ينبع النهر من شلالات مبدعة ليسير كيلومترات عديدة داخل المغرب حيث يعتبر النهر الأطول هناك.
البداية من عيون تضخ دموع الفرح لتتساقط عبر الجبال
تقع منطقة العيون على مقربة من مدينة الخنيفرة وهناك 47 عينا من المياه في المنطقة، 40 عينا منهم تضخ مياه عذبة نقية بينما 7 عيون فقط تضخ مياه مالحة، هذه العيون التي تزخر بعضها بالصخور الحادة التي تبدو وكأنها تجرح الشاطئ لتسيل دموعه، بينما البعض يكون شديد النقاوة مما يتيح للزوار السباحة في مياهه.
تجري المياه في المرتفعات لتتجمع في الشلال
تتجمع مياه العيون التي تقارب الـ50 عينيا على ارتفاع يزيد عن 1500 كلم لتسقط في منطقة بين مرتفعين صخريين مكونة شلالات أم الربيع، وهكذا تتساقط المياه بقوة وهدير رهيب حيث يسقط الآلاف من لترات المياه كل دقيقة مكونه دوامات مبدعة الشكل أسفل الجبل الصغير لتصب في نهر أم الربيع الذي يتلقف مياه العيون من الشلال ليبدأ مسيرته عبر البلاد.
أكواخ بلا أبواب لمشاهدة المنظر المبدع
إذا تركت المرتفع حيث يبدأ تساقط المياه، وهبط إلى أسفل حيث يتدفق الشلال وتلتقي مياهه بالنهر، ستجد عددا من الأكواخ المصنوعة من الخشب غير المعالج، والبسيطة للغاية والتي يمكن أن تقضي بها يومك حيث تحميك من الشمس أو تضع تكايات صغيرة لترتكن إليها في الداخل وتشاهد المنظر المبدع للشلال وتمضي يوم بين الطبيعة المبهرة.
الريفيات يطبخن وأزواجهن مرشدين سياحيين
على الرغم من جمال المنطقة الطبيعي المبهر إلا أنها تعتبر من الأماكن البسيطة، والتي يسكنها سكان ريفيين فقراء، وهكذا تتحول الشلالات لمصدر رزق للأسر المقيمة هناك، فالسيدات يقمن بطبخ الأكلات التقليدية وبيعها للزوار والسياح هناك، والأزواج يعملون كمرشدين سياحيين وأدلة لأخذ من يريد في جولة موسعه بالمنطقة.
الغابات هناك تعتمد على مياه النهر والعيون
لن تتمتع فقط عند زيارتك للمكان بالشلالات والنهر والجبال والصخور، بل في المنطقة غابات كذلك تنمو على المياه المتدفقة من العيون والشلال والنهر كذلك، لتضيف للصورة رونق رائع لا يمكن تجاهله.
الربيع والصيف موسم السياحة الأساسي
تزدهر السياحة في المنطقة في فصلي الربيع والصيف حيث تخضر الأرض وتزهر، ويكون الطقس في أفضل حالاته، فتسيح الثلوج على قمم الجبال لتزيد من منسوب النهر، بينما تقل السياحة في الشتاء وتقتصر على بعض السياح القليلين، الذين يزورون المنطقة لمشاهدتها فقط، دون البقاء هناك.
فنادق فقيرة يجري النهر داخلها لمن يريد المبيت
تزخر المنطقة كذلك بعدد من الفنادق الصغيرة والفقيرة والتي تقدم خدمة محدودة لمن يريدون البقاء في المنطقة لفترة أطول أثناء جولتهم السياحية حيث تقدم لهم حجرات بسيطة التأسيس ليستطيعوا الراحة بها والنوم أثناء جولاتهم، وكذلك وجبات طعام بسيطة وتقليدية.. بل إن بعض الغرف المتاحة ستجد مياه النهر أو العيون تجري داخل غرفتك ذاتها.