روندا هي مدينة تقع في مقاطعة مالقة الأندلسية, و ترجع اصول المدينة إلى العصر الروماني وأطلق عليها هذا الإسم في عصر يوليوس قصر, و لطالما إشتهرت بمصارعة الثيران و يرجع ذلك لأنها كانت مدينة أهم مصارعي الثيران في التاريخ و الذين قاموا بتطويرها.
نبذة تاريخية عن مدينة روندا
يوجد حول المدينة بقايا مستعمرة يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث, و كان أول شعب إستقر في تلك المستعمرة هو الكلت في القرن السادس قبل الميلاد و أطلقوا عليها إسم أروندا, و فيما بعد قام الفينيقيين بتأسيس أسينيبوا يالقرب من أروندا, و لكن مدينة روندا الحالية هي من أصول رومانية, و كان قد تم تأسيسها من قِبل سكيبيو أفريكانوس كحصن أثناء الحرب البونيقية الثانية.
و في القرن الخامس الميلادي تم غزو المدينة من قِبل السويبيون بقيادة ريتشيلا, و في القرن التالي إستعادتها الإمبراطورية الرومانية الشرقية مرة أخرى, و فيما بعد وقعت المدينة في يد القوط الغربيين بقيادة الملك ليوفيجيلد, و ظلت تحت قيادتهم حتى عام 713 عندما غزاها العرب الذين أطلقوا عليها حصن الرونده و جعلوها عاصمة محافظة تاكرونا, و قد كانت الرونده مسقط رأس باس إبن فرناس عام 810 ميلادي و هو مخترع, و مهندس, و طبيب, و شاعر, و موسيقي.
و بعد تفكك الخلافة في قرطبة أصبحت روندا عاصمة مملكة صغيرة يحكمها بربر بنو يفران, و خلال تلك الفترة تم بناء معظم التراث المعماري الإسلامي في روندا, ثم في عام 1065 تم غزو المدينة من قِبل طائفة إشبيلية بقيادة عباد الثاني, و إنتهى الحكم الإسلامي في روندا عام 1485 عندما دخلها ماركيز قادس بعد حصار دام لفترة قصيرة, و بعد ذلك تم تجديد المباني القديمة و تكييفها لخدمة المسيحيين و إنشاء مباني جديدة.
تاثر المسلمون المقيمون في روندا بمحاكم التفتيش الإسبانية بشكل كبير, ففي عام 1492 عندما تم غزو غرناطة و كانت آخر مدينة إسلامية في شبه الجزيرة الإيبيرية أصدر الأسبان مرسوماً يقضي بخروج المسلمين من جميع المدن بدون أمتعتهم أو يعتنقوا المسيحية, و بالفعل إعتنق بعض المسلميين المسيحية علناً للحفاظ على ممتلكاتهم و لكن ظلوا يمارسون دينهم سراً و أطلق عليهم المغاربة, و في 25 مايو 1566 أصدر فيليب الثاني مرسوماً يقضي بعدم إستخدام اللغة العربية و إبقاء أبواب البيوت مفتوحة يوم الجمعة للتأكد من عدم إقامة صلاة الجمعة في أي بيت و فرض ضرائب ثقيلة على صفقات المغاربة.
موقع مدينة روندا
تقع مدينة روندا على بُعد 100 كيلومتر غرب مدينة مالقة ضمن منطقة الأندلس.
هناك العديد من الأماكن الرائعة التي يمكن زيارتها في روندا مثل:
بوينتي نوفو
تم بناء هذا الجسر عام 1788 و هو تحفة هندسية من حجر البناءو يمتد طوله 70 متر و يعبر التاجو جورج عند أضيق نقطة به, و يصل إرتفاعه إلى 98 متر عن قاع الوادي, و يربط الجسر لا سيوداد بلدة المغاربة التاريخية القديمة بروندا, مع ميرساديلو حي السوق, و يمكن رؤية منظر رائع لريو جوادالفين من أعلى الجسر.
بلازا دي توروس
بلازا دي توروس هي ثاني أقدم حلبة لمصارعة الثيرانو هي شاهد حي على العرف الأكثر شهرة في إسبانيا عامة, و قد كانت روندا هي محل إقامة سلالة روميرو ماتادورس و هم فرانسيسكو و خوان و بيدرو الذين طوروا مصارعة الثيران في الوقت الحاضر في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر, و تعتبر هذه الحلبة من أهم مناطق الجذب السياحي في مدينة روندا, تصل مساحة الحلبة إلى 66 متر مربع.
الحمامات المغاربية
تعتبر الحمامات المغاربية أحد الكنوز الأثرية لمدينة روندا التي ترجع إلى القرن الثالث عشر, و هي من أفضل المعالم الأثرية حفظاً في إسبانيا, و تقع على مقربة من بوينتي فيجو في باريو دي سان ميغيل,و قد بُنيت الحمامات على طول أورييو دي لاس كوليبراس, و هي مصدر لمياه الينابيع على غرار الحمامات الرومانية القديمة, و يضم مجمع الحمامات الباردة و الحارة و الساخنة من خلال نظام التدفئة الهيدروليكي.
بلدة المغاربية القديمة
تمثل البلدة روح روندا القديمة مع الساحات التاريخية و الشوارع الضيقة و المنازل البيضاء, سيجد الزوار معظم المعالم الثقافية في هذه البلدة, حيث يوجد كنيسة سانتا ماريا لا مايور التي كانت في الأصل مسجد, و قد حافظت الكنيسة على طراز القباب المغاربية الأربعة و لكن من الداخل يغلب على الكنيسة الطراز القوطي و لكن يوجد بالداخل المحراب المغاربي, كما يوجد قصر موندراغون.
معرض بيدرو روميرو (من أواخر أغسطس حتى أول سبتمبر)
يبدأ معرض بيدرو روميرو من نهاية أغسطس و حتى الأسبوع الأول من سبتمبر, و تضمن الإحتفالات الموسيقي و الرقص و الغناء تكريماً لمصارع الثيران الشهير بيدرو روميرو, و يبدأ هذا الحدث بموكب من السيدات المرتدين بعض الأزياء الإقليمية الأصيلة, و يتواصل المرح مع عروض الفنون الشعبية و الحفلات الموسيقية و العروض المسرحية و مهرجان لغناء الفلامنكو, و من أبرز العروض مصارعة الثيران بأزياء ترجع إلى القرن الثامن عشر.
ألاميدا دي خوسيه أنطونيو
تقع الحديقة على بُعد مسافة سير من بلازا دي توروس حيث يمكن السير في شارع فيرجن دي لا باز إلى ألاميدا دي خوسيه أنطونيو, يرجع تاريخ هذه الحديقة الرائعة إلى القرن الثامن عشر, و هي متنزه واسع يقدم مناظر رائعة للمدينة, و تقع أجزاء من الحديقة على الهضبة الصخرية لروندا, و من الشرفات الموجودة بالحديقة يمكن رؤية منظر رائع لنهر تاجو.
ألاميدا ديل تاجو
هي حديقة عامة ترجع للقرن التاسع عشر, و تقع بجوار بلازا دي توروس و تطل على ممر تاجو, و هي مليئة بأشجار الصنوبر الشاهقة, و توفر هذه الحديقة الواسعة مساحة مظللة للإسترخاء بعيداً عن الشمس في الأيام الحارة, و بجانب الممرات التي تصطف على جانبيها الأشجار يوجد بركة للبط تعطي منظر رائع للحديقة, كما يمكن مشاهدة إطلالة بانورامية رائعة للمناظر الطبيعية في روندا.
بوينتي فيجو و بوينتي دي سان ميغيل
يمكن للزوار الوصول إلى الجسرين عبر شارع القائد ليناريس من خلال بوابة مقوسة, حيث جسر فيجو و جسر سان ميغيل و يرجع تاريخهما إلى القرن السادس عشر, و يُعرف جسر سان ميغيل بأنه جسر روماني قديم بالرغم من أنه لم يُبنى في العصر الروماني, و في المنطقة المحيطة بهما يوجد جسور أقل إرتفاعاً تحظى بشعبية كبيرة بين محبي التنزه في الطبيعة.
المعرض الأندلسي في مايو
منذ عام 1487 يوجد تقليد في روندا و هو معرض مايو و هو أحد أقدم المهرجانات في الأندلس, و يبدأ هذا الإحتفال بمعرض تاباس, ثم في الأيام التي تليها يركز الإحتفال على التراث الريفي لروندا, و يشارك المزارعين في المظاهرات الزراعية مثل حلب الماعز و معارض الماشية, و أهم العروض في مهرجان مايو هو الخيل و الفروسية.
من أشهر الفنادق في روندا
فندق فيلا باديرنا بالاس و يقع على مسافة دقائق من نادي الجولف فلامينغو و بالقرب من نادي إل بارايسو للجولف, و يوجد بالفندق 130 غرفة سعر الغرفة 1986 دولار.
فندق فينكا كورتسين جولف آند سبا يقع الفندق بالقرب من كاساريس كوستا للجولف و نادي دونا جوليا للجولف, يوجد بالفندق 67 غرفة سعر الغرفة 559 دولار.
فندق هيلثاوس لاس دوناس يقع الفندق بالقرب من حديقة مغامرات سيلو و شاطئ سالديلو, و يوجد بالفندق 55 غرفة سعر الغرفة 324 دولار.