انا الذي اطرد لصوص المقبرة والقي بهم في جهنم هذه الصحراء انني حامي الملك توت عنخ امون
قرأ هذه الكلمات عالم الآثار هاورد كارتر و صديقه اللورد كارنافون عندما دخلوا مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 م ولكنهم تجاهلوا الأمر و بعد فترة قصيرة توفى كلا منهما في ظروف غامضة فأرتبط موتهم بما يسمى لعنة الفراعنة .
و لكن في الحقيقة هذه الظاهرة عرفت في زمن سابق لإكتشاف مقبرة توت عنخ آمون بل منذ العصر العباسي و خاصة في عهد الخليفة المأمون حيث أنه كان محباً للعلم و الإستكشاف وقد سحره سر وجود الأهرامات و أثار فضوله ، فقبل ذلك لم يستطع اللصوص و الطامعين إيجاد مدخل للهرم أو الدخول الى جوفه ، فبعد ما سمعه الخليفة من اساطير حول الكنوز المخبأه داخل الهرم قرر تكوين حمله بقيادته لإقتحام هذا الصرح الكبير فضم للحملة مهندسين و نحاتي احجار و معماريين و بسبب جوانبه الملساء لم تنجح المطارق و الازاميل في كسر حجرة من احجار الهرم ، فاعتمدوا على العلم و قاموا بتسخين حجرة من احجار الهرم حتى أحمرت ثم قاموا بسكب الخل البارد حتى نجحوا في احداث شق بنظرية التمدد و الانكماش ، و لتفتيت الحجر استخدموا الة الكبش الحربية التي كانت تستخدم في هدم اسوار المدن و نجحوا في احداث فتحة للهرم وهي التي تستخدم في الدخول للهرم حتى الأن ، و دخل المأمون المكتشف الأول للهرم و حملته في الدهاليز و الممرات المظلمة حتى وصلوا لحجرة الدفن الرئيسية ، و الغريب في الأمر هو أن بعد مرور عام او اقل من عام منذ دخول الهرم أصيب الخليفة بحمى غامضة الاسباب شديدة أدت الى وفاته .
الكثير لا يعلم أن العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون بعدما فك رموز حجر رشيد أستطاع فك عشرات من رموز المسلات الفرعونية و بعد أن صرخ وجدتها وجدتها خر على الأرض في حالة إغماء لمدة خمسة أيام متواصلة ثم أفاق وعاد الى مصر على رأس بعثة و عندما عاد الى فرنسا أصيب بالشلل و الهذيان ثم مات عن عمر يناهز 42 ، و نسبت وفاته الى لعنة فرعونية أصابته اثناء فك رموز المسلات الفرعونية المصرية .
تتابعاً لنظرية وجود لعنة ، ففي أواخر القرن التاسع عشر أحد منقبي الأثار الألمان أكتشف مقبرة فرعونية تحتوي على ناووس مفتوح بجانبه هيكل عظمي كامل مهشم الجمجمة بجانبه حجر كبير ، و عندما قرأ العالم ما كتب على الناووس بالهيروغليفية أدرك أن صاحب الهيكل العظمي هو أحد اللصوص الغير مهتمين بما يسمى لعنة الفراعنة بل هو مهتم فقط بالذهب و الأثار الجواهر فلم يتردد ثانية في فتح غطاء الناووس ومد يده ليأخذ الحلي و الذهب فاجأه حجر من سقف المقبرة ليسقط على رأسه فهشمه بالكامل ، و تلك الجملة كانت تقول :
كل من ينتهك حرمة هذا الميت ستسحق رأسه
الحدث الأشهر الذي أرتبط بلعنة الفراعنة هو غرق سفينة تايتنك في المحيط الأطلسي ، تلك السفينة العملاقة التي تباهى بها قبطانها بأنها لا تغرق ، لذلك لم يجد اللورد سنترفيل وسيلة أكثر أمانا لإرسال مومياء لكاهنة مصرية عظيمة الشأن في عهد اخناتون الى احد متاحف نيويورك ، ولكن مالا توقعه العالم هو غرق السفينة بعد ساعات قليلة من سيرها في المحيط ، و نسب غرق السفينة الى التعويذة التي كانت مكتوبة على المومياء و تقول :
انهض من سباتك يا أوزوريس، فنظرة من عينيك، تقضي على أعدائك الذين انتهكوا حرمتك المقدسة
و بالعودة لمقبرة توت عنخ أمون و التي خلفت عدد من حالات الوفاة غامضة الأسباب ، و بالرغم من كلمات التهديد الواضحة و الصريحة بالموت لم يعرها أحداً اهتماماً ، حيث كانت المقبرة تقترب من كونها سرداباً شديد الفخامة و الأبهة و تماثيل مصنوعة من الذهب الخالص و الأحجار الكريمة و سبائك الدهب حيث أن كفن الفرعون من افخر ألاقمشة مرصعاً بالذهب و الجواهر .
و في ليلة افتتاح المقبرة اصيب اللورد كارنافون ممول التنقيب بحمى شديدة وهذيان و رجفة أدت الى وفاته في منتصف الليل ، ليلة الإفتتاح ، والأغرب هو انقطاع الكهرباء في مدينة القاهرة لحظة الوفاة .
توالت بعد ذلك حالات وفاة بنفس الأعراض السابقة و طالت كل من دنس هذه المقبرة أو ساهم بشكل أو بأخر في اكتشافها ، فالبعض أصيب بالحمى و الاخر الجنون أو انتحر دون اسباب تذكر .
فلعنة الفراعنة هي لغز ترسخ في عقول عاشقي الحضارة المصرية و الباحثين عن اسرار الكهنة و الفراعنة ، فخاف الناس قديماً من الاقتراب من الاهرامات و أبو الهول بسبب الأساطير التي نسجت حول لعنات الفراعنة التي تؤدي الى الهلاك .
و لكن مع تقدم العالم و تطور النظريات أكتشف العلماء ان السر خلف ما يسمى لعنة الفراعنة هو تطورهم في مجال العلم و السحر أيضاً .
حيث أول من أدخل النباتات السامة الى مصر هو الملك مينا صاحب الأسرة الأولى الفرعونية ، لذلك كان لديهم المعرفة و الخبرة في مجال السموم و البكتيريا و الفطريات التي كانت توضع في مقابر الملوك لإصابة الصوص بالموت نتيجة لإنتهاك حرمة الملك .
و غير ذلك عندما فحص العلماء بعض المومياوات وجدوا فيها فطريات و خلايا بكتيرية حية تصبح اشد ضراوة بعد الموت .
و بسبب ازدهار الكيمياء في العصر الفرعوني اكتشف عاز الرادون المشع و استخدموه في حماية مقابرهم فهو غاز شديد السمية .
فتواجد السموم و الغازات السامة مع غلق المقبرة لآلاف السنين يؤثر تأثيراً شديداً على المواد العضوية و ما يحيط الناووس من أدوات و اثاث المتوفي .
لذلك لعنة الفراعنة هي مجرد خرافات قديمة فلا تتردد في زيارة مصر الفرعونية و التمتع بآثارها الخالدة التي تدل على عظمة حضارة الفراعنة و رقيها و تطورها ، مع دخول الهرم و رؤية المعابد الرائعة ، فهي حقاً تجربة لا تنسى .
أضغط على المدينة لحجز الفنادق بها :