نوع جديد من السياحة ظهر في الآونة الأخيرة رغم خطورة التعرض للإشعاع النووي، حيث يتم تنظيم رحلات لمناطق شهدت تفجيرات نووية، وقد يتم إجراء تجربة محاكاة لما حدث في تلك المنطقة والتي تتحول عادة لمناطق مقفرة بسبب الإشعاع النووي.
ففي عام 2015 استقبلت كل من مدينتي "هيروشيما" و"ناجازاكي" احتفالات مدروسة لدقائق لمشاهدة مواقع الإنفجار وذلك في الذكرى الـ70 لإلقاء القنبلتين الذريتين اللتين تسببتا في تدميرهما وتوقف الحياة فيهما.
وقبل 60 سنة استضافت "لاس فيغاس" احتفالات لمشاهدة محاكاة انفجار ذري في صحراء "نيفادا" ولم تكن مضت سوى 10 سنوات على تفجير القنيلة في اليابان، وخلال الفترة من يناير 1951 إلى أكتوبر 1963، شهدت "نيفادا" الكثير من التجارب النووية والتي كان يتم دعوة زوار لرؤيتها، لدرجة أن مشاهير مثل "مارلين مونرو" اشتهرت بارتداء فستان على شكل فطر عيش الغراب المميز للانفجار النووي.
ثم تراجع الامر بعد صدمة الصواريخ الكوبية والأزمة مع الاتحاد السوفيتي ، ومعاهدة حظر إجراء التجارب النووية فوق سطح الأرض.
ولكن عادت تلك السياحة مؤخرا بشكل جديد حيث لا يزال الأمر يلقى شعبية في الكثير من المدن الأخرى، ومن أهم مناطق السياحة النووية التي تشهد إقبالا وزيارات منظمة الآن هي:
متحف الوطني لاختبار الطاقة الذرية
يقع في "لاس فيغاس" في الولايات المتحدة الأمريكية، ويفتح أبوابه يوميا ورسميا للزوار ما عدا يوم الأحد لمشاهدة مواقع التجارب النووية التي كانت تجري في الخمسينات مع عرض مقاطع فيديو وصور ، وابتكار نماذج محاكاة للانفجار وسعر تذكرة الدخول 22 دولار (82.5 ريال سعودي).
موقع ترينيتي
يقع في "نيو ميكسيكو" في الولايات المتحدة الامريكية، وهو المكان الذي شهد أول تفجير نووي سري لتجربة القنبلة النووية التي ألقيت على اليابان بعد شهر واحد فقط ويفتح للزوار مرة واحدة في السنة ويوافق عادة السبت الأول من أبريل،، وتم افتتاحه في 4 أبريل 2015 ، ويستقبل الزوار مجانا، حيث أنها منطقة عسكرية محظورة ومغلقة.
المتحف التذكاري للسلام في "هيروشيما"
وهو يحتوي تذكارات عن ضحايا التفجير النووي، وبعض ممتلكاتهم مثل دراجة محروقة لطفل صغير ، وبقايا من المباني التاريخية التي تم تدميرها ، ويستقبل المتحف الزوار يوميا، ونفس المتحف أيضا في "ناجازاكي" ويضم آثار الضحايا ومتعلقاتهم للتذكير بما حدث عام 1945.
ويوجد متحف نووي أيضا في واشنطن، في مطار "دي سي دالاس" حث يتم عرض طائرة B-29 التي أسقطت أول قنبلة على "هيروشيما" لإنهاء الحرب العالمية الثانية.
تشيرنوبل
وهو الموقع الذي شهد أكبر كارثة نووية في التاريخ الإنساني بعد انصهار مفاعل نووي عام 1986 بالقرب من العاصمة الأوكرانية "كييف" أطلق غبار نووي ومواد مشعة تفوق تلك التي تخلفت من انفجار قنبلتي "هيروشيما" وناجازاكي" وقد استغلت بعد الشركات هذه الكارثة، ونظمت رحلات للموقع تستمر يوم واحد بعد أن تم تنظيف جزء كبير منه وسعر الرحلة 110 يورو (440 ريال سعودي) ، ليتم التقاط صور للموقع الذي شهد التفجير وزيارة الغابة الحمراء والتي أطلق عليها هذا الاسم بعد أن حولها الانفجار للون أحمر، وقد زار أكثر من 7500 شخص هذا الموقع حتى الآن بهدف السياحة.
المواقع النووية في تشيكيا
أصبحت المحطات النووية الحالية في "تشيكيا" مزارا سياحيا للسياح وللمواطنين، وهي ليست مواقع شهدت كوارث أو انفجارات، لكنهم يزورون المفاعلات ، وقد بدأت هذه السياحة هناك منذ عام 1991 ، ووصل عدد الزوار لمحطة "ماريك ستيفاك" إلى 395 ألف سائح، ويمكن أن يصل عدد الزوار لمحطة نووية في عام واحد إلى 25 ألف زائر، وتملك "تشيكيا" 6 مفاعلات نووية، ويتنوع الزوار بين طلبة المدارس والجامعات أو موظفي الشركات وأيضا العائلات، بالإضافة للأجانب.