مسجد الست لولا
مسجد الست لولا، في الأباجية بحي الخليفة بالقرافة الجنوبية أسفل المقطم، مزار ومقصد للشيعة طوال أيام السنة، حتى يوم الجمعة والذي يزداد فيه الزائرين للمسجد، حيث يأتي الشيعة للتبرك بالمسجد سواء من المصريين وسوريا وإيران ولبنان والبحرين والهند واليمن، وكل الدول التي يتواجد بها الشيعة، ويمنع دخول السنة للمسجد، ولا يتم دخول أحد إلا بتصريح خاص من الشرطة، والمسجد يخضع لرقابة وزارة الأوقاف
مسجد اللؤلؤة للشيعة فقط
ويختلف المؤرخون حول تاريخ المسجد فيري بعضهم أن تاريخ المسجد يعود إلي القرن 13، ويصف المقريزي مسجد الست لولا بأنه كان مسجد قديم متهالك تهدمت أجزاءه، حتى عام 406هـ - 1015م، حيث علم الحاكم بأمر الله من المصريين بأنه مكان لاستجابة الدعاء، فهدم الحاكم بأمر الله المسجد القديم، وكان بناء صغير، وبني مكانه المسجد الحالي، وأطلق عليه اسم مسجد "اللؤلؤة"، وكان مستطيلا، ويبلغ طول جدار قبته خمسة أمتار، ويبلغ عرض القاعة ثلاثة أمتار، ويوجد محراب مجوف بجدار القبلة، وتوجد ثلاثة أبواب، اليوم مسجد الست لولا مبني أبيض مرتفع ذو شكل مستطيلي، وتوجد بوابة لدخول المزار ذات سلالم مرتفعة، والمسجد له حارس، ولا يدخل مسجد اللؤلؤة، إلا أفراد طائفة البهرة الشيعية.
مسجد الست لولا
مسجد الست لولا بناء أثري وقديم، وتدور حول مسجد الست لولا الكثير من الحكايات، يتكون مسجد الست لولا من ثلاثة طوابق مرتفعة، وكل طابق في محراب خاص، وهذا أمر فريد من نوعه في العمارة الإسلامية، وتم بناء جدران المسجد بحجارة غير منتظمة، أما القبة فهي من الآجر، ويبلغ ارتفاعها ستة أمتار، وتم بناء مدخل طويل له بين مقابر سيدي عمر، وقد ربط مؤرخ العمارة الإسلامية والفن الإسلامي الإنجليزي كپل كريز ول بين تسمية المسجد بهذا الاسم وبين اسم ابنه المقوقس، حاكم مصر أثناء الفتح الإسلامي، ويضيف كريز ول أن مسجد الست لولا كان بالأساس ضريح لابنة المقوقس وكانت تدعى لؤلؤ، ومن هنا جاءت تسمية المسجد مسجد الست لولا.
وبناء علي طلب خاص قدمه أفراد الطائفة، قد تم تجديد مسجد الست لولا بعهد الرئيس أنور السادات عام 1989، علي خلفية دعوة الرئيس السادات لوحدة العالم الإسلامي بديل للوحدة العربية، بعد الرفض العربي ومقاطعة الدول العربية لمصر بسبب اتفاقية "كامب ديفيد"، ليصبح المسجد خاص بهم فقط ولا يدخله غيرهم.
ربما يهمك أيضًا
طائفة البهرة
البهرة طائفة شيعية إسماعيلية ومستعلية، أي أنهم يناصرون الإمام " المستعلي"، فقد انتصرت طائفة البهرة، لإمامة أحمد المستعلي الفاطمي، بعد وفاة والده الخليفة المستنصر بالله الفاطمي سنة 487 هـ، ضد أخيه الأكبر نزار المصطفى لدين الله، فقد اختار المستنصر ابنه المستعلي وليا للعهد، فنشب الخلاف بين الطوائف وانقسموا إلى "مستعلية"، و"نزارية"، وانتهى الخلاف بانتصار المستعلية، وقد حكم أنصار المستعلي مصر، حتى هزمهم صلاح الدين الأيوبي منهيا بذلك عهد الدولة الفاطمية.
طائفة غير دعوية من 2000 شخص
طائفة البهرة، طائفة غير دعوية، وتقدر أعدادهم في مصر بـ2000 شخص، ويتسم مذهبهم بالسرية، ومسجد الست لولا خاص بهذه الطائفة ولا يدخله غيرهم، ووفود البهرة تتزايد في مسجد الست لولا يوم الجمعة بصورة خاصة، ويرتدون الجلباب الأبيض القصير، والعمامة الشيعية الشهيرة، أما النساء فيرتدين زى واسع فضفاض مصحوب بحجاب ذو ألوان زاهية، ويرافقهم أطفالهم للمسجد، ويترأسهم السلطان الذي يتولى حكم الطائفة، وهو الممثل للإمام، ويتولي أمورهم الدينية والدنيوية، ويعظم البهرة سلطانهم، ويعيش البهرة حياة منعزلة في مصر، وبعيدون تماما عن العمل السياسي، ولا يختلطون بباقي المصريين، ويعيشون في أماكن محدده، وأشهر هذه الأماكن القاهرة الفاطمية، والمهندسين، خصوصا في شارع سوريا حيث يوجد في ذلك الشارع مبنى مختص بإدارة شؤون الطائفة، وكما يعيش عدد كبير منهم في فندق "الفيض الحاكمي" بمنطقة الدراسة المجاورة للأزهر الشريف، ويلتزم البهرة التزام كبير بمذهبهم وتقاليده، وتعتبر زيارة قبور الأجداد ومشاهدة آثارهم من أهم الطقوس لدى طائفة البهرة، فيأتون إلى مصر من كافة الدول العربية لزيارة مساجد الحاكم بأمر الله، والجيوشي، والجامع الأقمر، وغيرهما من الآثار الفاطمية الشهيرة في مصر، والتي ساهمت الطائفة نفسها في ترميمهم المساجد، وقد قامت الطائفة أيضا بترميم مقصورة السيدة رقية، والسيدة زينب، وطائفة البهرة لا تنشر مذهبها، بل تغلفه بالسرية التامة، وقد تبنت الطائفة مبدأ سرية مذهبها منذ تعرضها للتهجير والإبادة في عهد صلاح الدين الأيوبي.
ربما يهمك أيضًا
الحاكم بأمر الله و مسجد الست لولا
يعود بناء مزار مسجد الست لولا إلى عهد الدولة الفاطمية، حيث جدد الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي السادس، والإمام الإسماعيلي السادس عشر، الذي حكم مصر من 996 إلى 1021، وأغرب حكام مصر مسجد الست لولا عام 406هـ - 1015م، وقيل أنه سماه "مسجد اللؤلؤة"، لأنه كان في السابق له قبة وعند إضاءته مساء يصير مثل اللؤلؤة وسط الجبل.
والحاكم بأمر الله هو من أمر بحبس النساء في البيوت، والحاكم الذي منع تناول الجرجير والملوخية، وهو أيضا من أمر بهدم كنيسة القيامة المجيدة في القدس، وهو من حرق مدينة الفسطاط، ثم اختفي فجأة منذ ألف عام فقد استيقظ المصريين فجأة ليجدوه اختفي، ولم يعرف أحد أبدا ما حدث له، ومازال الكثيرون يتذكرونه بل يقدسونه مثل طائفة الدروز في لبنان.
ربما يهمك أيضًا