الحياة الدينية
ينتمي 86 % من الشعب الروماني للطائفة المسيحية الأرثوذوكسية ، و يليها الروم الكاثوليك بنسبة 4.5% ، ثم البروتستانت بنسبة 3.6% ، و باقي الأديان تمثل 5.9% ، و قد دخلت المسيحية الى الاراضي الرومانية شمال نهر الدانوب في نهاية القرن الثالث الميلادي ، نتيجة سيطرة الرومان على هذه المنطقة ، و يقال أن القديس آندرو معمد الرومانيين هو القديس الراعي لكل رومانيا ، و يوجد في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد ، في مقاطعة كونستانزا تحديدا ، في مكان مقدس يدعى كهف القديس أندرو ، حيث من المفترض أن يكو آندرو الرسول قد عاش خلال فترة وجوده هنا معمدا المؤمنين منذ زمن بعيد ، لذلك فإن الرومانيين شعب متعمق دينيا .
و يوجد في رومانيا كنيسة ارثوذكسية رومانية مستقلة عن الكنيسة الروسية و اليونانية ، أما من ناحية تشددها فيمكن القول بأنها أقل تشددا من الكنيسة الروسية و أكثر تشدداً من الكنيسة اليونانية ، و رأس الكنيسة الأثوذوكسية الرومانية هو بطريك ، و هو يكافئ البابا عند الكنيسة الكاثوليكية ، و قد كان للرومانيين دوما هذا الخشوع للع و الخوف من الله الذي ساعدهم في الحفاظ على دينهم و تقاليدهم في ظل الضغوطات التي مورست بحقهم من قبل القوى الاجنبية المحيطة بهم ،الإيمان و العقيدة شيئان أساسيان في الفكر الروماني ، فقد كان الحكام على علاقة وثيقة بالكنيسة لإضقاء شرعية على حكمهم و ليكونوا مقبولين لدى الشعب الروماني ، و بعض الحكماء قاموا ببناء كنيسة عند انتصارهم في كل معركة هامة ، فحاكم مولدافيا كان يبني في كل عام من حكمه كنيسة ، و الشعار الملكي لعائلة هوهنزولرن الملكية هو (لاشئ بدون لله ) و هذا الشعار تردد صداه في اذهان الرومانيين ، و هذه العائلة حكمت رومانيا لمدة 81 عاماً .
و في ظل النظام الشيوعي و خصوصا في حقبة تشاوشيسكو ، هي المرحلة الوحيده الذي أهمل فيه الجانب الديني ، حيث تم تقييد الناس لممارستهم لطقوسهم الدينية و تم تدمير العديد من الكنائس أو تم أخفاؤها خلف العديد من الانشاءات الجديدة ، و حرص الاعلام الروماني على عدم تشجيع الثقافة الدينية بأي شكل من الأشكال ، و تم منع تعليم الدين للأطفال في كل المدارس ، كما تم التعتيم على كل الطقوس للديانة المسيحية ، و بالطبع أستمر الرومانيون بالذهاب الى الكنائس و ممارسة طقوسهم ، و كان اكبر تحدي واجه الشعب هو اقناع اولادهم بضرورة القيام بذلك و انه شئ متوجب القيام به ، و تم الاطاحة بهذا النظام عام 1989 م .
و وجد الرومانيون السبيل الى الأشياء التي حرموا منها سابقا ، و من أهم ما قام به النظام الشيوعي لتنحية الجانب الديني أنهم محوا ذكرى العائلة الملكية الرومانية من كتب التاريخ و من اذهان الرومانيين أيضا و بالرغم من كل هذا بقى الدين في حياة الرومانيين كأهمية قصوى ، ووفقا لأحدى الدراسات الحديثة يعتبر الرومانيون أن الكنيسة الارثوذوكسية هي المؤسسة التي يثق بها أغلب الرومانيون .