الدير الأحمر.. عمرك ما هتشوف زيه
الدير الأحمر ه واحد من أشهر الأماكن السياحية الدينية القبطية في مصر عمومًا وفي سوهاج خصوصًا، فهو على بعد 12 كم فقط من مدينة سوهاج في قلب الصعيد، وهو دير القديس بيشاي وهو شخص آخر عن القديس بيشوي الشهير.
ويعتبر من التحف المعمارية القبطية النادرة رغم تعرضه للحريق مرتين، واحدة في زمن الرومان والتانية في زمن البربر، إلا إن الكنوز المعمارية المعقدة اللي فيه فضلت موجودة وشاهدة على عظمة الفن القبطي في الوقت ده.
الدير الأحمر متحف مفتوح
والدير الأحمر بيفكرك بأشهر الكنائس الكبرى في أوروبا، فهتلاقي فيه جداريات عملاقة سواء من التاريخ القبطي أو اليهودي زي المسيح على العرش والسيدة العذراء بالإضافة إلى عدد من أنبياء بني إسرائيل، وكمان صور لمجموعة من أشهر الباباوات في القرون الميلادية الأولى.
والدير مبني على شكل البازيلكا اللي بتتميز بالصحن الطويل وعلى النظام الرهباني أو المعروف باسم الباخومي، وهتلاقي فيه تركيبة معقدة من الطاقات الموجودة في الحائط مع الأعمدة بالإضافة إلى المنحوتات.
ليه اسمه الدير الأحمر؟
سرّ تسمية الدير الأحمر بالاسم ده إنه مبني بنوع من الطوب المحروق الأحمر، ورغم انتشار النوع ده من الطوب بعد كده إلا إنه كان حديث العهد نسبيًا في الوقت ده لإن الأبنية كان بيتم تشييدها بالحجارة البيضاء، وده موجود في الدير الأبيض الملاصق للدير الأحمر.
امتى تم بناء الدير الأحمر وليه؟
معظم المصادر بترجح إنه تم بناء الدير في القرن الرابع الميلادي بعد وصول الأنبا بيشاي إلى مصر واستقراره فيها للدعودة للمسيحية، وكان بصحبة الأنبا بيجول وهو مؤسس الدير الأبيض المجاور له.
نماذج أثرية فريدة
والدير الأحمر أهميته مش بس لإنه قائم ومقاوم عوامل التعرية كل القرون اللي فاتت دي، ولكن لإنه كمان بيضم تحف معمارية نادرة جدًا متكررتش تقريبًا في أي معلم قبطي تاني بالشكل ده، ومن أهم الآثار الموجودة في الدير:
الأيقوينات الأثرية: وهي متنوعة جدًا فهتلاقي أيقونة القربانة المقدسة وأيقونة العشاء السري ودي من القرن الـ18 الميلادي، وجود كمان أيقونة الشبكة المطروحة في البحر وهي عبارة دوائر وشبكة حلزونية وسمك وحمامة تعبر عن الروح القدس.
الهيكل الأثري: وهو دلوقتي يعتبر الكنيسة الموجودة داخل الدير وهو على شكل قباب بازيليكا وصليب، وجوّة القباب موجود مغارتين واحدة بحري والأخرى قبلي لسكن الرهبان، أما الجناح الشرقي فبيتميز بتاج الأعمدة القبطي على هيئة ورق العنب، وعلى كل جانب منه فيه نسر عملاق لتتويج أعمدة الهيكل.
قصر هيلانة: وهي أم الملك قسطنطين والتي يُقال أنها من شجعته على اعتناق المسيحية ونشرها في روما واعتبارها الدين الرسمي للدولة في نقطة انتصار عُظمى للكنيسة. والقصر مهيب للغاية أمرت الملكة ببنائه لحماية الرهبان من أخطار الحيوانات البرية ومكوّن من 3 أدوار.
كنيسة العذراء مريم: وهي كنيسة أثرية صغيرة جوة جدران الدير وبتستخدم للتعبد والصلاة والاحتفالات الدينية.
ترميم الدير الأحمر وأهميته في العصر الحديث
تعرَّض الدير الأحمر لإهمال لسنوات كتير وكان مقتصر فقط على الزيارات الدينية القبطية للصعيد وفي الاحتفالات الدينية، ولكن منذ سنة 2003 قام المركز الأمريكي للأبحاث في مصر بترميم الدير من خلال مشروع ضخم وبتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولة، واكتمل المشروع ده في سنة 2017.
فهو شاهد على أكثر من حضارة زي المصرية الفرعونية القديمة واليونانية والرومانية ووبيجمع بين أكثر من طراز معماري فريد من نوعه بيخلي كل اللي بيدخله بينبهر بيه، بالإضافة لاكتشاف نظام هيدروليكي قديم للأنابيب الخزفية اللي بتدل على مدى التطور في الوقت ده.
رحلتي لواحة مصر المفقودة.. "سي أمون" و"ميسو ايزيس" وشاي بالحشيشة