بقيع مصر .. قرية الشهداء حيث دفن صحابة الرسول في الصعيد

لا نتخيل وجود الصحابة والتابعين إلا في الجزيرة العربية، وقد نفكر في الشام والعراق، ولكن نظرًا لكون فتح مصر أتى متأخرًا عن هذه المناطق فإننا لا نتخيل وجود صحابة للرسول علية الصلاة والسلام في مصر باستثناء عمرو بن العاص، ولكن الحقيقة أن هناك صحابة وأبناء صحابة وتابعين وجدوا على أرض مصر ودفنوا بها، وهناك مقابر لهم يعرفها الكثيرون ويقام أسبوعيًا احتفالات للذكر ومدح النبي بها.

بقيع مصر أين تقع

 

سنيت ببقيع مصر تشبيهًا لها بمنطقة البقيع في السعودية والتي دفن بها الصحابة، وهي توجد في قرية تدعى البهنسا في بني مزار في المينا في صعيد مصر على بعد 200كم من القاهرة.

هل يوجد بها صحابة بالفعل

 

نعم هناك ما قدر بين 30 لـ50 قبر في المنطقة بهم عددًا من الصحابة اللذين شاركوا الرسول علية الصلاح والسلام في غزوة بدر من مَن كانوا صغار في السن في هذا الوقت، كما يوجد عدد كبير من أبناء الصحابة الكبار، بل من أبناء الخلفاء الراشدين الأربعة كذلك.

أبناء وأحفاد الخلفاء الراشدين

 

يوجد في القربة مدافن لعدد من أبناء الخلفاء الراشدين منهم

-         محمد بن عبد الرحمن بن أبو بكر (حفيد أبو بكر الصديق)

-         زيد بن الخطاب

-         أبان بن عثمان بن عفان

-         الحسن صالح بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب

أبناء الصحابة والصحابة من مَن حضروا بدر

هناك كذلك أبناء الصحابة والصحابة من مَن حضروا غزوة بد ولهم أضرحة معروفة في القرية منهم؛

-         زياد بن أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب

-         محمد بن عقبة بن نافع

-         ﻣﺤﻤد بن أبي ذر الغفاري

-         القعقاع بن عمرو التميمي

-         مﻴﺴﺭﺓ بن مﺴﺭﻭﻕ ﺍﻟﻌﺒسي

-         ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻷﺸﻘﺭ الربيعي

-         السيدة خولة بنت الأزور

-         عبدالله بن المقداد بن الأسود

-         عبدالرزاق الأنصاري

-         ابن أبي دجانة الأنصاري

-         أبو مسعود الثقفي

-         أبو سلمة الثقفي

-         كعب بن نائل السلمي

-         هاشم بن نوفل القرشي

-         عمارة بن عبد الدار الزُهري

-         أبو كلثوم الخزاعي

-         أبو سليمان الداراني

-         أبو زياد اليربوعي

-         صاغر بن فرقد

-         عبدالله بن سعيد

-         عبدالله بن حرملة

-         عبدالله بن النعمان

-         عبدالرحيم اللخمي

-         مالك بن الحرث

-         أبو سراقة الجهني

-         أبو حذيفة اليماني

-         أبو العلاء الحضرمي

كيف وصل الصحابة وأبنائهم لبني مزار

 

هذا السؤال بالتأكيد سيسيطر على رأسك بمجرد سماع هذه القصة، بل ربما كذبتها وأنت تتسائل في تعجب ما الذي سيجعل هؤلاء الصحابة من من حضروا بدر وأبناء صحابة وخلفاء راشدين يدفنوا في مصر في الصعيد.

والواقع أن هذا يعكس تقصير كبير في معرفة تاريخ مصر وخاصة تاريخ دخول الإسلام إليها وفتح مصر.

وقد فتحت العاصمة والمحافظات الكبرى في مصر طوعًا، وكان الروم يسيطروا على مصر، وهكذا تقهقروا إلى الصعيد وتمركزوا خلف قرية البهنسا في بني مزار وكانت قرية حصينة لها أسوار وأبواب مغلقة على ضفة بحر يوسف.

وهكذا تم حشد جيش بقيادة  قيس بن الحارث لفتح البهنسا والصعيد من ورائها، وقد ظل الحصار 6 أشهر كاملة، حتى وقعت معركة بين جيش الفح وبن الروم، وتم فتح الصعيد، وقد استشهد عدد كبير من الصحابة وأبناء الصحابة في هذه المعركة ودفنوا هناك.

باقي الصحابة لم يرحلوا وجاء المزيد

 

بعد فتح الصعيد باقي الصحابة وأبناءهم اللذين تواجدوا في الجيش لم يرحلوا بل استقروا هناك وتوزعوا على القرى والمراكز المحيطة، بل هناك قبائل عربية في المنطقة نشأت وسميت باسماهم مثل فبيلة غفار والتي تنسب لأبن الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري، وقبيلة الزبير وهي تنسب لأبن عبد الله بن الزبير.

ليس هذا فقط بل بعض الصحابة والتابعين قد انتقلوا للعيش هناك، حيث وجد الإمام الشهير الليث بن سعد الذي عاش ومات ودفن هناك وله مسجد في البهنسا.

في كل يوم جمعة موكب وزفه

 

الزفة في الفكر الشعبي الصوفي هي احتفالية للمدح والابتهال يقوم بها الكثير من أهل الصعيد اللذين يزورون البهنسا كل جمعة، حتى يقيموها بعد الصلاة، فيبدأ الابتهال والغناء الديني والمدح والزغاريد وبعض المواكب في المناسبات تيممًا بآل البيت والصحابة والتابعين من الشهداء.

القرية تحتاج إلى نظرة تطوير

 

هناك كنز من الآثار الإسلامية المبدعة في هذه القرية ولكن يد الإهمال وأثار الزمن قد نالوا هذه المعالم التي تحتاج إلى نظرة تطوير وصيانة وترميم، حيث يمكن لهذه القرية أن تتحول لمزار للآثار الإسلامية عالمي، لما بها من آثار أخرى من المساجد والقباب التي بنيت بعد 22 هجريًا وبعد فتح الصعيد.