مدينة غرداية الجزائر من المدن العربية التي تُدمي القلوب وتُسيل الدموع من الأعين على مصيرها بعد الصراعات التي تعاني منها بين العرب والأمازيغ الإباضيين بعد قرون من التعايش السلمي الذي أدى إلى رخاء المدينة واعتبارها عاصمة الأصالة الجزائرية.
فما هي مدينة غرداية الجزائرية ولماذا اعتبرتها اليونسكو مكسبا ضخما للحضارة الإنسانية.. هذا ما سنتعرف عليه الآن.
ما هي مدينة غرداية الجزائر؟
هي مدينة صحراوية تتمتع بجو جاف وترتفع عن سطح البحر نحو 486 متر، ويعود اسمها إلى امرأة صالحة اسنها "داية" واتخذت من المدينة مقر للتعبد والابتهال إلى الله عز وجل، لذا تم اطلاق اسم "غار" على مكان تعبدها و"الغار" هو الكهف، لذا أطلق على المدينة في البداية اسم غار داية ثم بعد ذلك تم تحريف الاسم الى غرداية.
موطن أولياء الله الصالحين
والمدينة حتى الألفية الثالية لا تزال تحتفظ بالكثير من مظاهر الأصالة العربية والإسلامية القديمة، فيوجد بها أولياء الله الصالحين الذين يتجمع من حولهم المسلمين، وتُغلق جميع المحلات في وقت الصلاة.
كما أن المدينة خالية تماما من دور المسنين أو بيوت كبار السن، فلا يوجد هناك أبدا من يضع أحد أبويه في دار للمسنين، وبالمثل لا يوجد بها دار للأيتام، فمن فقد والديه سيجد له الف مأوى في بيت من البيوت ليعيش مثل أفراد أسرتها.
هندسة معمارية فريدة وفخر للحضارة العالمية
تضم غرداية الجزائر مجموعة من أجمل القصور الحجرية التي تم بناؤها في القرون الوسطى على الإطلاق، فهناك ستجد قصر بني يزغن الذي تم بناؤه في 1353، وقصر بريان 1690، وقصور العطف ومتليلي وقصر مليكة وغيرها وتتمتع بنقوش صخرية رائعة ومنتشرة في المدينة مما جعل اليونسكو تعتبر قصور بني ميزاب الخمسة ضمن قائمة التراث العالمي.
أهم العادات في غرداية
وتتميز غرداية بعادات مبهجة تجعلها مميزة للغاية سواء بين المدن العربية عموما والجزائرية خصوصا، فستجد هناك عادة الأعراس الجماعية مرتين في العام لا تزال تتم، ويعود أصلها إلى ثورة التحرير وذلك بعد أن تمكن 16 طالبا من العودة إلى بلادهم بعد استقلال الجزائر.
وكانوا يرغبون في الزواج ولكن لم يكن معهم تكاليف العرس فقرروا الزواج جميعا في يوم واحد لتصير عادة متداولة حتى الآن ليتزوج الكثيرون في يوم واحد وتقام الأفراح في المدينة كلها.
أهم الصناعات
تعتمد غرداية على الكثير من الصناعات التقليدية مثل الخزف والجلود والتحف الفنية، كما تبلغ شهرتها الآفاق في النقش على النحاس والخشب، وتشعر هناك بالدفء والسكينة بين السماء والصحراء وطيبة الشعب واستقباله الراقي، وتتعرف على أجمل العادات الأصيلة التي انقرضت منذ عقود.
واللغات السائدة هناك هي كل من العربية واللهجة الميزابية وهي إحدى اللهجات الأمازيغية وتتميز بتنوع ثقافي كبير يجعلك تشعر كأنك انتقلت الكثير من السنوات إلى أيام الصفاء والنقاء والطبيعة الصافية.