كنيسة العظام في البرتغال لهواة الرعب ومدمني المغامرات الغريبة
كنيسة العظام في البرتغال تعتبر واحدة من أكثر المزارات السياحية والدينية رعبا على الإطلاق، فهي موطن نهائي لأكثر من 5000 هيكل عظمي إنساني تم استخراجهم من المقابر في القرن السادس عشر لإفساح المجال لدفن جثث جديدة.
وبدلا من أن يتم دفنها في مكان آخر تم صب الهياكل العظمية بما فيها الجماجم في كتل أسمنتية تزين هذه الكنيسة والتي لا تعتبر الوحيدة في العالم، ولكنها الأكثر رعبا في البرتغال وخصوصا في إيفورا.
رعب لا مثيل له
تكثر الأقاويل بشأن السبب الحقيقي لزيادة الجثث بشكل كبير في البرتغال خلال هذه الفترة لدرجة عدم وجود أماكن للدفن، فمنهم من يقول أنه بسبب الطاعون الذي انتشر في البلاد، ومنهم من يقول أنه نتيجة معركة كبرى تم فيها عدد كبير من الجنود.
وعموما فإن القرن السادس عشر كان البداية الحقيقة لبداية سيطرة نفوذ العثمانيين على بلاد أوروبا، بالإضافة إلى حرب الثمانين عاما بين إسبانيا وهولندا والتي يمكن أن تكون امتدت إلى البرتغال.
كما انتشرت فيه أيضا الكثير من الأوبئة، لذا يمكن للعاملين معا أن يكونا سبب تكدس الجثث وعدم وجود مكان لدفنها مما أدى إلى هذه الفكرة، خصوصا أنها كانت موجودة فعليا منذ القرن الـ13 في كنيسة سيدريك.
لماذا تم تكديس العظام الكنيسة؟
في الحقيقة ليست كنيسة العظام في البرتغال هي الكنيسة الوحيدة التي تضم العظام ولكنها واحدة من كثيرين، كانت البداية في كنيسة سيدريك في التشيك، والتي خلال القرن الـ13 ومع الهزيمة القوية التي مُنيت بها الحملات الصليبية وانتهائها على يد مماليك مصر زادت عدد الجثث بشدة وتم استخراج الكثير من المدفون تحت الأرض ليتم به تزيين الكنيسة من الداخل بنحو 30 ألف هيكل عظمي كامل.
وإذا كان الأمر قد يختلف قليلا في البرتغال إلا أن الفكرة كانت موجودة بالفعل من 3 قرون على الأقل، واكتسبت كنيسة سيدريك شعبية كبيرة في أوروبا كمزار ديني، مما جعل الفكرة واردة ومغرية إلى حد كبير خصوصا مع وجود ضرورة قصوى أيضا وليس مجرد نبش للمقابر.
15 دقيقة لا تُنسى بين الجماجم داخل كنيسة العظام في البرتغال
ومساحة كنيسة العظام في البرتغال ليست كبيرة ويمكن التجول فيها خلال 15 دقيقة فقط، ولكنها تجد الكثير من الشعبية رغم القشعريرة التي لا يُمكن السيطرة عليها عندما تنظر وجها لوجه في عيون آلاف الجماجم البشرية والتي تم رصها باحترام شديد بين الأعمدة مع تنسيق مميز يجعلك تحتار بين الإعجاب بها والرعب منها.
كما أن موقع الكنيسة نفسه خلاب ومبهر للغاية على قمة تل يتمتع بمناظر طبيعية رائعة مع وجود الكثير من المطاعم والخدمات حولها والتي تجعل الرحلة إلى هناك تجمع بين أكثر من متعة سواء زيارة دينية أو تاريخية او حتى الاستمتاع بوجبات مميزة وسط الطبيعة.