استعراض الجيوش قبل الحرب هو أصل الحكاية
يعود التاريخ العريق لتلك الساحة إلى عهد تأسيس مدينة مراكش في عام 1070-1071 وذلك في عهد الدولة المرابطية خلال القرن الخامس الهجري لتكون نواة لسوق شعبي كبير، ولكن أهميتها تزايدت بشدة بعد بناء مسجد الكتبية وكان هذا بعد قرن كامل من إنشاء الساحة والمدينة.
واكتسبت أهمية طاغية عندما كانت المكان الذي استعرض فيه الملوك والسلاطين جيوشهم قبل الانطلاق في المعارك سواء لتوحيد المدن أو تحقيق الاستقلال، لذا أصبحت الساحة رمزا قويا لحيوية مدينة مراكش ودليل على عظمة وقوة السلاطين، كما كانت موطن للكثير من الأعمال التي زادت من جاذبيتها الشعبية فيما بعد.
هاترجع بالزمن لعهد روايات ألف ليلة وليلة
تبدأ العروض والفعاليات في الساحة من الصباح المبكر بحكاوي الرواة للقصص الشعبية القديمة، وتستمر العروض حتى منتصف الليل مع ترويض الأفاعي، كما يتجول رجال الحلقات التي تقدم تلك العروض في كل الساحة بما يمنحك شعورا قويا بأنك داخل أسطورة حية أو رواية من روايات ألف ليلة وليلة.
وتعتبر الساحة مقصد مهم لمشاهير العالم والموسيقيين والفنانين لتصوير الحياة الرائعة هناك، ولقد تعرضت الساحة لعمل إرهابي في 2011 لكنه لم يؤثر فيها، ودخلت قائمة التراث العالمي اللامادي عام 2001 وذلك لأن التطور التكنولوجي في المنطقة والتحديات الاقتصادية في مختلف دول العالم كانت الساحة مهددة بالزوال، فقامت اليونسكو بإدراجها على قائمة التراث الإنساني لحمايتها وزيادة الاهتمام بها وتطويرها أيضا.
فإذا كنت تريد رحلة مختلفة تماما بين الأساطير الشعبية والعروض المميزة والتسوق المبهر والتراث الإنساني الخالد فلا تتردد في الذهاب إلى هناك.