عرضت منطقة موليزي الإيطالية وهي منطقة وعرة شرق روما دفع رواتب وإعانات معيشية بقيمة 25 الف يورو أو ما يوازي 27 ألف دولار لتشجيع المزيد من الناس للحياة في واحدة من 106 قرية هناك لحماية تلك المنطقة من الاختفاء أو أن تصير مهجورة.
وأعلنت المقاطعة وفقا لموقع ذا ترافيل توفير 770 دولار شهريا لمدة تصل إلى 3 سنوات للمستوطنين والمهاجرين لإعادة تعمير تلك المنطقة بالمراعي الخضراء وبساتين الزيتون والجبال المغطاة بالثلوج.
مدن أشباح
ويُتوقع من السكان الجدد بدء عمل تجاري صغير من أجل تنمية الاقتصاد المحلي، ويقول أنطونيو تيديشي المستشار الإقليمي الذي طور تلك الفكرة أنه يريد أن تشهد المنطقة نهضة كبيرة وتجنب أن تتحول قراها إلى مدن أشباح، فهم في حاجة إلى حماية الجذور.
ويأمل المشروع الذي تم إطلاقه في 16 سبتمبر 2019 في جذب الشباب والازواج الذين لديهم أطفال، تجنبا لاختفاء المدن والتقاليد، وقال احد المواطنين المستفيدين من المشروع أن القادمون الجدد أحرار في بدء اي مشروع يرغبون فيه.
فسواء اخترت البدء بفندق صغير أو مطعم أو كافيه أو مزرعة أو أي مهنة حرفية أو متجر فلك مطلق الحرية في هذا وذلك للحصول على المساعدة المالية المقدمة من المنطقة.
وتشير الإحصاءات الرسمية أن الآلاف من الناس هجروا تلك المنطقة في السنوات الأخيرة لينخفض العدد بمقدار 9 آلاف شخص منذ عام 2014، وأن هناك قرى في إيطاليا لا يزيد عدد سكانها عن 2000 نسمة.
وفي إيطاليا تتعرض الكثير من المدن إلى خطر الاختفاء مع انتقال الأجيال الشابة إلى بلدات ومدن أكبر للبحث عن عمل، مماأدى بالكثير من المدن في صقلية وجبال الألب الشمالية إلى منح المنازل الخاوية فيها إلى أي شخص يرغب في تجديدها والإقامة فيها، بالإضافة إلى الحافز المالي.
ومن بين البلدات المشاركة في المشروع مدينة فورنيلي والمعروفة باسم "مدينة الزيت" وهذا بسبب بساتين الزيتون المنتشرة في المنظقة والتي تمنحها منظرا طبيعيا خلابا طوال العام، كما تشتهر أيضا بزراعة الكمأ الممتاز والبقوليات المهددة بالانقارض، كما تحتوي المدينة أيضا على حصن من القرون الوسطى.
مدينة مهيبة ومباني أرستقراطية
ولا تتمتع المنطقة فقط بالمناظر الطبيعية الساحرة ولكن ايضا مناطق تاريخية مبهرة للغاية، وهي تتوافر في بلدة بيشي والتي تقع على منحدر صخري لجبل سان ماركو ويتميز بقلعة مهيبة ونباتات خضراء رائعة.
وتم الحفاظ على القرية ومبانيها لقرون عدة مع تزيين أبواب المنازل والمباني الأرستقراطية بالصور الحجرية المذهلة التي يمكن استغلال الكثير منها لجذب السائحين.
مهرجان وهروب من ضغوط الحياة العصرية
كما تعتبر بلدة ريكا مشاركة أيضا في المشروع وهي شهيرة باستضافة مهرجان العنب السنوي والذي يجذب المئات من إيطاليا سنويا، كما أن هناك منتجعات شتوية تدخل ضمن المشروع مثل سبينيو وهي موطن القلاع الرومانية القديمة.
وأيضا سان جيوفاني في جالدو والتي تستضيف المهرجانات الشعبية القديمة وأيضا دورونيا والتي يعود تاريخها إلى ما قبل العصر الروماني.
ويعتبر المشروع هدية حقيقية للراغبين في البدء من جديد مع وجود تشجيع كامل من البلدة وللهروب من ضغوط الحياة العصرية في مكان بكر.. فهل ترغب في التجربة؟