يعتبر فندق Belvédère من الفنادق العجيبة للغاية، فهو ليس كبير إلى حد ما ولا يستقبل عدد ضخم من السياح، ورغم ذلك فإن موقعه العجيب يجذب مئات من المصورين الذين يرغبون في صور مذهلة للفندق المقام بالقرب من جبل جليدي شاهق وتشعر على قمته أنك ستلامس السماء. فما هي قصة فندق Belvédère.
تاريخ فندق Belvédère
يعود تاريخ هذا الفندق العجيب إلى القرن الـ19 وتم بناؤه على ممر "فوركا" Furka Pass داخل جبال الألب السويسرية، وكان الممر والفندق لسنوات طويلة مقصدا شعبيا للغاية للكثير من السائحين الراغبين في استكشاف نهر رون الجليدي والجبل المقام إلى جواره.
وكان الفندق يتمتع بإطلالة بانورامية رائعة على الجبل وعلى الطريق والكثير من المناظر الطبيعية الخلابة التي تجعل النظر من شرفته فقط متعة رائعة.
بدء تدهور السياحة في فندق Belvédère
ولكن للأسف لم يستمر حال الفندق كما هو، فبعد أن كان على مسافة 600 متر فقط من النهر الجليدي ويكاد يلامس الجبل بدأ النهر في التراجع والانحسار ليفقد نحو ميل كامل في السنوات الـ100 الماضية، رغم أنه استقر في مكانه لما يقرب من 11 ألف سنة.
كما أن الجبل نفسه أخذ في الانخافض التدريجي ليفقد 10 سم يوميا مما أدى إلى فقدان أهم المعالم التي كانت موجودة هناك وهي المغارة الجليدية.
قصة المغارة الجليدية في ممر فوركا
وهذه المغارة الجليدية يعود تاريخ اكتشافها إلى عام 1894 وكان طولها 300 قدم وكانت منحوتة تماما داخل الجبل الجليدي لتكون عبارة عن ممر داخل الجبل نفسه مما كان يمثل مغامرة قوية لذوي القلوب الجريئة.
ولكن مع ذوبان الجبل بدأت معالم المغارة في الانحسار أيضا ولم يتبق إلا القليل منها والذي لا يسمح بالتجول والإقامة فيها وإقامة الحفلات مثلما كان الأمر في السابق.
أهم الشخصيات التي زارت فندق Belvédère
تمتع الفندق بشهرة عالمية خصوصا بعد أن ظهر في فيلم Goldfinger، كما كان يستضيف لفترة طويلة أجمل الحفلات التي يحضرها نجوم المجتمع مثل شون كونري وأيضا البابا جون الثالث والعشرون.
ولكن كلما زادت المسافة بين الفندق وبين الجبل الجليدي تضاءل الزائرين له على مر السنوات حتى أنه كان يتم إغلاقه لمدة 5 أو 6 أشهر في السنة لوجود صعوبة تامة في الوصول إليه، إلى أن تم إغلاقه تماما عام 2000.
وجهة الباحثين عن الأشباح
وقيلت الكثير من الشائعات بشأن إغلاق الفندق خصوصا أنه تزامن مع آخر زيارة للبابا جون الـ23، وقيل أن انعدام الدخل كان سببا في اغلاقه، ولكن الأكيد أنه أصبح الآن وجهة للمغامرين وصائدي الأشباح والراغبين في الابتعاد تماما عن أي مظهر من مظاهر المدنية الحديثة.
كما أن المنظر من هناك فعلا يجعلك تشعر أنك قريبا للغاية من السماء خصوصا في فصل الشتاء وتكاثف السحب.. فهل ترغب في المغامرة؟